دينا محمود (لندن)

أعرب مسؤولون رفيعو المستوى في البيت الأبيض عن استيائهم إزاء حضور الرئيس التنفيذي لشركة «الخطوط الجوية القطرية»، أكبر الباكر، اجتماعاً عُقِدَ أواخر الأسبوع الماضي بين الرئيس دونالد ترامب وممثلين عن عدد من كبريات شركات الطيران في الولايات المتحدة، لبحث كيفية التصدي لمواصلة الناقل الوطني الجوي للدوحة، انتهاك قواعد المنافسة في الأجواء الأميركية.
وأفادت مصادر مطلعة في واشنطن، بأن بيتر نافارو المستشار التجاري للرئيس ترامب «لم يكن سعيداً» بمشاركة الباكر في الاجتماع، الذي كان من بين أبرز البنود المطروحة على جدول أعماله، مناقشة سبل مواجهة محاولات شركته للتهرب من الالتزام باتفاقية السماوات المفتوحة المبرمة بين الدوحة وواشنطن.
وتم التوقيع على هذه الاتفاقية قبل أكثر من عام، بعد ضغوط هائلة مارستها الإدارة الأميركية على نظام تميم، وهي تُلزم «القطرية» بعدم تسيير رحلات طيران تقصد الولايات المتحدة من مطارات دول أخرى، بخلاف مطارات قطر نفسها.
لكن الشركة المملوكة لـ «نظام الحمدين»، تستعين بشركة «آير إيطالي» التي تمتلك الدوحة نسبة كبيرة من أسهمها، للحصول على حصة غير عادلة من السوق الأميركية، وزيادة عدد الرحلات المباشرة التي تُسيّرها لمطارات الدولة الأكبر في العالم، دون التخلي في الوقت ذاته عن الدعم الحكومي الهائل الذي تحصل عليه من السلطات القطرية.
وأدت انتهاكات قطر المستمرة للاتفاقية، إلى توجيه أعضاء الكونجرس ومسؤولي شركات الطيران نداءات للبيت الأبيض بالتدخل، وهو ما حدا بالرئيس ترامب لعقد الاجتماع الأخير، الذي أشارت وسائل إعلام أميركية إلى أنه ضم كذلك نائبه مايك بينس، المعروف بموقفه المتشدد حيال النظام الحاكم في الدوحة.
لكن حضور أكبر الباكر للقاء كان بمثابة «مفاجأة صادمة» للحاضرين؛ كما قال موقع «وان مايل آت تايم» الإليكتروني المعني بأنباء الملاحة الجوية في أميركا، والذي أشار إلى أن هذه الصدمة شملت كذلك ممثلي شركات الطيران الكبرى التي حضرت الاجتماع، في ضوء أنهم شعروا أن وجود المسؤول القطري على الطاولة، سيحول دون مناقشة ملف انتهاكات شركته بأقصى قدر ممكن من المكاشفة.
وقال الموقع إن مسؤولاً في البيت الأبيض - لم يُكشف عن هويته - برر دعوة الرئيس التنفيذي لـ «القطرية» بأنها تنبع من «رغبة ترامب في (أن يشهد الاجتماع) عرض مجموعة متنوعة من الآراء ووجهات النظر» حول هذا الملف الشائك. وعلى الرغم من عدم صدور أي بيانات رسمية عقب الاجتماع، فقد أفادت تسريبات إعلامية بأن الرئيس الأميركي شجع خلاله شركات الطيران الكبرى في بلاده «على استخدام الآليات المتعارف عليها لتقديم شكاوى إلى الجهات الفيدرالية» المنوط بها تنظيم خدمات الملاحة والنقل الجوي في الولايات المتحدة، ضد شركة «الخطوط الجوية القطرية» لإجبارها على الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية «السماوات المفتوحة».